الاثنين، 21 يوليو 2008

ارتفاع أسعار كراء قاعات الأفراح: هل هو قانوني؟

مع تزايد الطلب عليها خلال فصل الصيف
ارتفاع أسعار كراء قاعات الأفراح: هل هو قانوني؟

أنس العقلي/أسبوعية المستقل

يحل فصل الصيف.. بشمسه الساطعة وهوائه المنعش وطقسه المغري بالمرح والسهر والاستجمام.. مما يجعله الفصل المفضل لدى عموم المغاربة لإجراء الحفلات والمناسبات السارة، وخصوصا منها الأعراس.. الشيء الذي يجعل أسعار كراء قاعات الأفراح تعرف ارتفاعا ملحوظا خلال هذا الفصل بالذات، بسبب ارتفاع الطلب عليها.. وهو ما جعل بعض الأزواج يستغنون عن إقامة العرس، باعتباره تقليدا أصبح يستنزف الكثير من المال الذي سيحتاجونه في أمور قد تكون أهم..

يواجه المغاربة الراغبون في اكتراء قاعة أفراح خلال فصل الصيف من أجل إقامة عرس أو حفل، مشكل ارتفاع أسعار كراء هذه القاعات بسبب ارتفاع الطلب عليها، والأكثر من ذلك، أنه في بعض الأحيان يتعذر على الشخص الحصول على القاعة، رغم استعداده لأداء التكلفة، مهما كان مبالغا فيها، بسبب عمليات حجز القاعات مدة طويلة قبل موعد الحفل. وتزداد الأمور تعقيدا خلال أيام نهاية الأسبوع، إن لم نقل إن الحصول على قاعة شاغرة، خلال أيام السبت والأحد، يتحول إلى مهمة شبه مستحيلة.

هيمنة قانون العرض والطلب

ويأتي ارتفاع ثمن كراء القاعات كنتيجة منطقية لارتفاع الطلب عليها في فصل الصيف، لأن جل المغاربة يفضلون هذا الموسم لإقامة أعراسهم، وبالتالي فغالبا ما يحددون أيام الأفراح خلال شهر يوليوز أو غشت، وهما الشهران اللذان يعرفان ذروة الإقبال على اكتراء القاعات، وموازاة مع ذلك، تصل واجبات كرائها إلى معدلات قياسية لا تبلغها خلال سائر أيام السنة.
وتقدر الزيادات في سعر كراء قاعات الأفراح في فصل الصيف بحوالي ألفي درهم، إذ يجري كراء القاعة بحوالي سبعة أو ثمانية آلاف خلال موسم الصيف، بينما لا يتجاوز سعرها خمسة آلاف درهم خلال سائر فصول السنة.
وفي هذا الصدد، أفادنا صاحب إحدى قاعات الأفراح بحي سيدي معروف بأن الذين يختارون شهري يوليوز وغشت لاكتراء القاعة يواجهون بالضرورة إشكالية ارتفاع الأسعار، وأضاف إن الأسعار تختلف خلال موسم الصيف حسب الأيام، ففي وسط الأسبوع يبلغ السعر حوالي سبعة آلاف درهم، وفي أيام السبت والأحد يصل إلى عشرة آلاف درهم، كما يخضع الثمن أيضا إلى معايير أخرى، كتجهيزات القاعة وجودتها، فضلا عن مساحتها والمنطقة التي تتواجد بها.
وأضاف أن هناك قاعات مجهزة بكراسي قديمة وغير نظيفة، وتفتقد لبعض المرافق الأساسية، كالغرفة الإضافية التي تستعملها "النكافات" من أجل إعداد العروس للبروز، وقد تفتقر إلى مرافق النظافة وما إليها، وهذه القاعات بطبيعة الحال يكون سعر كرائها أقل من القاعات التي تتواجد في أحياء راقية، وتتوفر على أثاث حديث، وتجهيزات ومعدات جيدة، ولا تفتقر حتى إلى الكماليات.
ومن أهم الأشياء التي تأخذها العائلات بعين الاعتبار، موقع القاعة وسهولة الوصول إليها، باعتباره من العوامل المهمة التي يشترط توفرها في المكان الأفضل لإقامة حفلة الزفاف.
وتبدأ العائلات عادة بتحديد ميزانية الحفل، وتحديد عدد الأفراد الذين سيحضرون الحفل، لأن الطاقة الاستيعابية للقاعات محدودة، كما يتم التأكيد على وجود مساحة كافية لجلوس العروسة والعريس بها، مع الحرص على وجود إضاءة ثابتة ومتحركة، خصوصا وراء المنصة، لإبراز مكان العروسين. كما يحرص المكترون على أهمية التفاهم المسبق مع صاحب القاعة على طريقة استغلالها لتجنب وقوع أي خلاف.



منازل تتحول إلى قاعات أفراح

وتوجد بالدار البيضاء قاعات أفراح خاصة وأخرى تابعة للجماعات المحلية، يستفيد منها البيضاويون لإقامة الأعراس والمناسبات، كما يوجد بعض المارقين الذين يحولون منازلهم إلى قاعات للحفلات بشكل غير قانوني، خصوصا خلال موسم الصيف، مغتنمين فرصة ارتفاع الطلب على القاعات، والارتفاع الصاروخي لأسعار كرائها الذي لا تستطيع العديد من الأسر تحمله.
وأكد عدد من المواطنين لأسبوعية المستقل إن أسعار الاستفادة من قاعات الأفراح مرتفعة جدا هذا الصيف، بل وفي بعض الأحيان يبالغ أصحابها في رفع سعر كرائها إلى ما يفوق عشرة آلاف درهم، وهذا ما يجعل عددا كبيرا من العائلات تلجأ إلى نصب فسطاط "خزانة" أمام المنزل لاستقبال المدعوين، بما يشكله ذلك من إعاقة لحركة السير وإزعاج للساكنين بالحي، خصوصا خلال الفترة الليلية.
وهنا نتساءل عن دور الدولة في التصدي لظاهرة ارتفاع أسعار كراء قاعات الأفراح في موسم الصيف، وهل هناك أساسا قانون محدد لأسعار كراء قاعات الأفراح؟ وهل هذه الزيادات الاستثنائية التي يعرفها فصل الصيف قانونية؟.

الزبونية حتى في كراء القاعات

وفي ظروف معينة تواجه بعض العائلات المغربية حالات زواج دون برمجة مسبقة، إذ تجري الخطوبة والاحتفال بالزفاف في وقت قصير وبشكل مفاجئ، ويستوجب الأمر أن ينتهي كل شيء بسرعة، خصوصا إذا لم يكن أمام الزوج وقت كاف، كما هو الشأن في حال اشتغاله بديار المهجر أو لظرف من الظروف، فتواجه العائلة مشكلة الغلاء في جميع ما يتعلق بحفل الزفاف، من الفرقة الموسيقية إلى الملابس الجاهزة للعروس، مرورا بتكاليف النكافة والمشرف على الحفل.
وحسب بعض من استقينا آراءهم، فإنه في هذه الحالة يكون المشكل محلولا إذا كان للعائلة شخص ذو نفوذ يتوسط لهم في الحصول على قاعة. ليصبح اللجوء إلى الزبونية ضروريا في بعض الحالات الملحة، هذا إذا كان للعائلة شخص قادر على القيام بهذا الدور.
وقد انتقلت حمى الغلاء إلى جميع ما تحتاجه الأسر لإحياء حفلات الزفاف، من ملابس وأجر النكافة وممول الحفل، والمجموعة الغنائية، بالإضافة إلى كراء القاعة. وهذا ما أصبح يدفع ببعض ذوي الدخل المحدود إلى الاستغناء عن الحفل وتكاليفه الباهظة، خصوصا إذا كان هناك تفاهم بين العريسين على هذه النقطة، فيستغلان ثمن تكاليف العرس في قضاء سهر عسل هادىء، أو تجهيز بيت الزوجية بالفراش اللازم.

تطور حفلات الزفاف بالمغرب

ويمكن القول إنه قد حدث تطور ملحوظ في حفلات الزفاف المغربي، ففي أواسط القرن الماضي، كانت الأسر تلجأ إلى استغلال سطوح المنازل لإقامة الأفراح، دون اللجوء إلى ممول الحفلات أو إلى المجموعات الغنائية والفرق الموسيقية الحديثة. وكانت نساء العائلة تعتمدن على أنفسهن بشكل كلي في تنشيط العرس، فيرددن الأغاني الشعبية القديمة والأهازيج الموروثة عن الجدود، أو يعتمدن على "الشيخات" اللواتي يقمن بتنشيط العرس بأغانيهن المقتبسة من الفولكلور الغنائي الشعبي المغربي.
وقد اندثرت اليوم مجموعة من الطقوس والعادات القديمة التي كانت تميز العرس المغربي، وحلت محلها الأشكال الاحتفالية الجديدة التي نشاهدها اليوم، والتي أصبحت تكلف الأزواج في بعض الأحيان ما لا طاقة لهم به من المصاريف المادية، وهذا ما أصبح يفرز أنواعا جديدة من حفلات الزفاف التي تكون أشبه بحفل عائلي صغير، تكون الغاية منه تقليص المصاريف وتفادي الوقوع في فخ المتاجرين في لوازم العرس وخدماته، الذين يسعون إلى استغلال موسم الصيف من أجل جني أكبر قدر من الأرباح، والمقصودون طبعا هم أصحاب القاعات والنكافات والأجواق وممولو الحفلات وغيرهم.

ارتفاع أسعار كراء قاعات الأفراح: هل هو قانوني؟

مع تزايد الطلب عليها خلال فصل الصيف
ارتفاع أسعار كراء قاعات الأفراح: هل هو قانوني؟

يحل فصل الصيف.. بشمسه الساطعة وهوائه المنعش وطقسه المغري بالمرح والسهر والاستجمام.. مما يجعله الفصل المفضل لدى عموم المغاربة لإجراء الحفلات والمناسبات السارة، وخصوصا منها الأعراس.. الشيء الذي يجعل أسعار كراء قاعات الأفراح تعرف ارتفاعا ملحوظا خلال هذا الفصل بالذات، بسبب ارتفاع الطلب عليها.. وهو ما جعل بعض الأزواج يستغنون عن إقامة العرس، باعتباره تقليدا أصبح يستنزف الكثير من المال الذي سيحتاجونه في أمور قد تكون أهم..

يواجه المغاربة الراغبون في اكتراء قاعة أفراح خلال فصل الصيف من أجل إقامة عرس أو حفل، مشكل ارتفاع أسعار كراء هذه القاعات بسبب ارتفاع الطلب عليها، والأكثر من ذلك، أنه في بعض الأحيان يتعذر على الشخص الحصول على القاعة، رغم استعداده لأداء التكلفة، مهما كان مبالغا فيها، بسبب عمليات حجز القاعات مدة طويلة قبل موعد الحفل. وتزداد الأمور تعقيدا خلال أيام نهاية الأسبوع، إن لم نقل إن الحصول على قاعة شاغرة، خلال أيام السبت والأحد، يتحول إلى مهمة شبه مستحيلة.

هيمنة قانون العرض والطلب

ويأتي ارتفاع ثمن كراء القاعات كنتيجة منطقية لارتفاع الطلب عليها في فصل الصيف، لأن جل المغاربة يفضلون هذا الموسم لإقامة أعراسهم، وبالتالي فغالبا ما يحددون أيام الأفراح خلال شهر يوليوز أو غشت، وهما الشهران اللذان يعرفان ذروة الإقبال على اكتراء القاعات، وموازاة مع ذلك، تصل واجبات كرائها إلى معدلات قياسية لا تبلغها خلال سائر أيام السنة.
وتقدر الزيادات في سعر كراء قاعات الأفراح في فصل الصيف بحوالي ألفي درهم، إذ يجري كراء القاعة بحوالي سبعة أو ثمانية آلاف خلال موسم الصيف، بينما لا يتجاوز سعرها خمسة آلاف درهم خلال سائر فصول السنة.
وفي هذا الصدد، أفادنا صاحب إحدى قاعات الأفراح بحي سيدي معروف بأن الذين يختارون شهري يوليوز وغشت لاكتراء القاعة يواجهون بالضرورة إشكالية ارتفاع الأسعار، وأضاف إن الأسعار تختلف خلال موسم الصيف حسب الأيام، ففي وسط الأسبوع يبلغ السعر حوالي سبعة آلاف درهم، وفي أيام السبت والأحد يصل إلى عشرة آلاف درهم، كما يخضع الثمن أيضا إلى معايير أخرى، كتجهيزات القاعة وجودتها، فضلا عن مساحتها والمنطقة التي تتواجد بها.
وأضاف أن هناك قاعات مجهزة بكراسي قديمة وغير نظيفة، وتفتقد لبعض المرافق الأساسية، كالغرفة الإضافية التي تستعملها "النكافات" من أجل إعداد العروس للبروز، وقد تفتقر إلى مرافق النظافة وما إليها، وهذه القاعات بطبيعة الحال يكون سعر كرائها أقل من القاعات التي تتواجد في أحياء راقية، وتتوفر على أثاث حديث، وتجهيزات ومعدات جيدة، ولا تفتقر حتى إلى الكماليات.
ومن أهم الأشياء التي تأخذها العائلات بعين الاعتبار، موقع القاعة وسهولة الوصول إليها، باعتباره من العوامل المهمة التي يشترط توفرها في المكان الأفضل لإقامة حفلة الزفاف.
وتبدأ العائلات عادة بتحديد ميزانية الحفل، وتحديد عدد الأفراد الذين سيحضرون الحفل، لأن الطاقة الاستيعابية للقاعات محدودة، كما يتم التأكيد على وجود مساحة كافية لجلوس العروسة والعريس بها، مع الحرص على وجود إضاءة ثابتة ومتحركة، خصوصا وراء المنصة، لإبراز مكان العروسين. كما يحرص المكترون على أهمية التفاهم المسبق مع صاحب القاعة على طريقة استغلالها لتجنب وقوع أي خلاف.



منازل تتحول إلى قاعات أفراح

وتوجد بالدار البيضاء قاعات أفراح خاصة وأخرى تابعة للجماعات المحلية، يستفيد منها البيضاويون لإقامة الأعراس والمناسبات، كما يوجد بعض المارقين الذين يحولون منازلهم إلى قاعات للحفلات بشكل غير قانوني، خصوصا خلال موسم الصيف، مغتنمين فرصة ارتفاع الطلب على القاعات، والارتفاع الصاروخي لأسعار كرائها الذي لا تستطيع العديد من الأسر تحمله.
وأكد عدد من المواطنين لأسبوعية المستقل إن أسعار الاستفادة من قاعات الأفراح مرتفعة جدا هذا الصيف، بل وفي بعض الأحيان يبالغ أصحابها في رفع سعر كرائها إلى ما يفوق عشرة آلاف درهم، وهذا ما يجعل عددا كبيرا من العائلات تلجأ إلى نصب فسطاط "خزانة" أمام المنزل لاستقبال المدعوين، بما يشكله ذلك من إعاقة لحركة السير وإزعاج للساكنين بالحي، خصوصا خلال الفترة الليلية.
وهنا نتساءل عن دور الدولة في التصدي لظاهرة ارتفاع أسعار كراء قاعات الأفراح في موسم الصيف، وهل هناك أساسا قانون محدد لأسعار كراء قاعات الأفراح؟ وهل هذه الزيادات الاستثنائية التي يعرفها فصل الصيف قانونية؟.

الزبونية حتى في كراء القاعات

وفي ظروف معينة تواجه بعض العائلات المغربية حالات زواج دون برمجة مسبقة، إذ تجري الخطوبة والاحتفال بالزفاف في وقت قصير وبشكل مفاجئ، ويستوجب الأمر أن ينتهي كل شيء بسرعة، خصوصا إذا لم يكن أمام الزوج وقت كاف، كما هو الشأن في حال اشتغاله بديار المهجر أو لظرف من الظروف، فتواجه العائلة مشكلة الغلاء في جميع ما يتعلق بحفل الزفاف، من الفرقة الموسيقية إلى الملابس الجاهزة للعروس، مرورا بتكاليف النكافة والمشرف على الحفل.
وحسب بعض من استقينا آراءهم، فإنه في هذه الحالة يكون المشكل محلولا إذا كان للعائلة شخص ذو نفوذ يتوسط لهم في الحصول على قاعة. ليصبح اللجوء إلى الزبونية ضروريا في بعض الحالات الملحة، هذا إذا كان للعائلة شخص قادر على القيام بهذا الدور.
وقد انتقلت حمى الغلاء إلى جميع ما تحتاجه الأسر لإحياء حفلات الزفاف، من ملابس وأجر النكافة وممول الحفل، والمجموعة الغنائية، بالإضافة إلى كراء القاعة. وهذا ما أصبح يدفع ببعض ذوي الدخل المحدود إلى الاستغناء عن الحفل وتكاليفه الباهظة، خصوصا إذا كان هناك تفاهم بين العريسين على هذه النقطة، فيستغلان ثمن تكاليف العرس في قضاء سهر عسل هادىء، أو تجهيز بيت الزوجية بالفراش اللازم.

تطور حفلات الزفاف بالمغرب

ويمكن القول إنه قد حدث تطور ملحوظ في حفلات الزفاف المغربي، ففي أواسط القرن الماضي، كانت الأسر تلجأ إلى استغلال سطوح المنازل لإقامة الأفراح، دون اللجوء إلى ممول الحفلات أو إلى المجموعات الغنائية والفرق الموسيقية الحديثة. وكانت نساء العائلة تعتمدن على أنفسهن بشكل كلي في تنشيط العرس، فيرددن الأغاني الشعبية القديمة والأهازيج الموروثة عن الجدود، أو يعتمدن على "الشيخات" اللواتي يقمن بتنشيط العرس بأغانيهن المقتبسة من الفولكلور الغنائي الشعبي المغربي.
وقد اندثرت اليوم مجموعة من الطقوس والعادات القديمة التي كانت تميز العرس المغربي، وحلت محلها الأشكال الاحتفالية الجديدة التي نشاهدها اليوم، والتي أصبحت تكلف الأزواج في بعض الأحيان ما لا طاقة لهم به من المصاريف المادية، وهذا ما أصبح يفرز أنواعا جديدة من حفلات الزفاف التي تكون أشبه بحفل عائلي صغير، تكون الغاية منه تقليص المصاريف وتفادي الوقوع في فخ المتاجرين في لوازم العرس وخدماته، الذين يسعون إلى استغلال موسم الصيف من أجل جني أكبر قدر من الأرباح، والمقصودون طبعا هم أصحاب القاعات والنكافات والأجواق وممولو الحفلات وغيرهم.

الأربعاء، 16 يوليو 2008

Morocco Summer Cup 2008

بتنظيم من القناة الرياضية والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة كأس المغرب الصيفي هل هي استيقاظة "الرياضية؟"

أنس العقلي/جريدة المستقل

انطلق بالمغرب يوم الثلاثاء 15 يوليوز دوري Morocco Summer Cup 2008 في دورته الأولى، بتنظيم من القناة الرياضية والشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة ، وستستمر فعالياته خلال الفترة الممتدة ما بين 15 و25 يوليوز 2008 الجاري برعاية شركة الاتصالات وانا.

وسيشارك في الدوري ثمانية أندية من بلدان مختلفة هي أتليتيكو بلباو الإسباني وأ ودينيسي الايطالي ونانت الفرنسي و شارلوروا البلجيكي وباسوس دو فيريرا البرتغالي و نجم الساحل التونسي بالإضافة إلى ممثلي المغرب الجيش الملكي والمغرب الفاسي.

وستجري مباريات الدوري مناصفة بين مركب محمد الخامس بالدار البيضاء وملعب العبدي بالجديدة، وهنا نتساءل عن سبب عدم برمجة بعض المباريات بملعب فاس الجديد رغم مشاركة فريق المغرب الفاسي بالدوري، خصوصا أن هذه المناسبة تظل فرصة مواتية للجمهور الفاسي للاستمتاع بمتابعة المباريات بالمركب الذي طال انتظاره لأكثر من 15 سنة.

وستجرى المباريات التي ستنقلها القناة الرياضية جميعها على الساعة السادسة مساء والتاسعة إلا ربع مساء.

وسيتبع هذا الدوري قانونا خاصا، ففي لقاء الافتتاح سيواجه فريق المغرب الفاسي نادي نجم الساحل التونسي بملعب العبدي بالجديدة على الساعة السادسة مساء بينما سيواجه الجيش الملكي فريق شارلوروا البلجيكي في نفس اليوم وبنفس الملعب على الساعة الثامنة و45 دقيقة مساء برسم ثمن النهاية، وفي ربع النهاية سيواجه الفائز في لقاء المغرب الفاسي و نادي نجم الساحل التونسي فريق باسوس دو فيريرا البرتغالي بينما سينازل الفائز في لقاء الجيش الملكي و شارلوروا البلجيكي نادي نانت الفرنسي. وفي نصف النهاية سيواجه الفريق الفائز بربع النهاية الأولى فريق أودينيسي الإيطالي بينما سينازل الفائز بربع النهاية الثانية فريق أتليتيكو بلباو الإسباني.

وستجرى مباريات الأدوار الأولى بملعب العبدي بالجديدة، بينما سيجرى لقاء النهاية والترتيب بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء.

ويمكن اعتبار تنظيم هذا الدوري بادرة طيبة ومفيدة لكرة القدم المغربية، حيث سيساهم في التعريف بالمنتوج الكروي الوطني و ملأ الفراغ الذي تركه كأس محمد الخامس و كأس الحسن الثاني ، كما سيكون فرصة للأندية الوطنية للاحتكاك بالمدارس الأجنبية الكبيرة من أجل الوقوف على المستوى الحقيقي للكرة المغربية. من هنا نتمنى أن تشارك الفرق المدعوة بكامل عناصرها الأساسية حتى تتضح الصورة أكثر ويعطي الدوري كل ما ينتظر منه.

ومما يؤاخذ على منظمي هذا الدوري تسميته باللغة الإنجليزية وكأننا في بلد أنكلوساكسوني، رغم أنه يجري في بلد عربي لغته الثانية الفرنسية، وينظم من طرف مؤسسات مغربية ناطقة بالعربية. فما هو السر في التسمية الإنجليزية؟ .

برنامج مباريات دوري

Morocco Summer Cup 2008



الثلاثاء 15 يوليوز 2008



18h00 نجم الساحل التونسي/المغرب الفاسي..........ملعب العبدي/الجديدة (اللقاء1)

20h45 الجيش الملكي/شارلوروا البلجيكي............. ملعب العبدي/الجديدة (اللقاء2)



الخميس 17 يوليوز 2008



18h00 باسوس دو فيريرا/ الفائز في اللقاء 1 ........ ملعب العبدي/الجديدة (اللقاء3)

20h45 نانت الفرنسي/ الفائز في اللقاء2.............. ملعب العبدي/الجديدة (اللقاء4)



الأحد 20 يوليوز 2008



18h00 المنهزم في اللقاء 1 / المنهزم في اللقاء 2 .............. ملعب العبدي/الجديدة

20h45 المنهزم في اللقاء 3 / المنهزم في اللقاء4............... ملعب العبدي/الجديدة



الثلاثاء 22 يوليوز 2008



18h00 أتليتيكو بلباو الإسباني/الفائز في اللقاء4.......... مركب محمد الخامس

20h45 أودينيزي الإيطالي/ الفائز في اللقاء3............. مركب محمد الخامس



الجمعة 25 يوليوز 2008



18h00 المنهزم في اللقاء 7 /المنهزم في اللقاء 8 ........... مركب محمد الخامس

20h45 الفائز في اللقاء7/ الفائز في اللقاء8................ مركب محمد الخامس

الجمعة، 11 يوليو 2008

فن الراي بين المغرب والجزائر

فن الراي بين المغرب والجزائر:لماذا لم يصل المغنون المغاربة إلى العالمية مثل الجزائريين؟

نشأ فن الراي في المنطقة ما بين وجدة المغربية ووهران الجزائرية، فهو فن مغربي جزائري نشأ في المنطقة المتواجدة شرق المغرب وغرب الجزائر قبل أن تكون هناك حدود فاصلة بين البلدين.. ويبقى السؤال المطروح هو لماذا وصل مغنو الراي الجزائريون إلى العالمية بينما لم يصل المغاربة إليها؟.
يعد فن الراي حركة موسيقية غنائية نشأت في المنطقة ما بين وجدة المغربية ووهران الجزائرية، تعود أصولها إلى شيوخ الشعر الملحون، وهو الفن الغنائي الذي يعتمد على لهجة عامية قريبة من العربية الفصحى، ويأخذ جل مواضيعه من المديح الديني والمشاكل الاجتماعية. وقد ركز خلال فترة الاستعمار الفرنسي على توعية المستمع من خلال سرد مآسي السكان مع مصاعب الحياة في تلك الفترة.
وكلمة راي معناها الرأي، وقد لاقى هذا الفن اعتراضا و رفضا لأنه صوت الشباب الذي يعبرون بواسطته عن طموحاتهم وأفكارهم السياسية والاجتماعية.
ويعالج فن الراي مشاكل الشباب المعاصر، وبالنظر إلى المستوى المعيشي للشباب بالمغرب والجزائر،
فالطابع الطاغي على أغاني الراي هو الحزن والألم والمرارة، ففن الراي يتحدث عن الغبن الذي يعانيه الشباب بسبب الفقر والبطالة والاصطدام بالواقع والرغبة في الهجرة وغيرها من المشاكل.
وتطور فن الراي خلال القرن العشرين بمدن وجدة وبركان ووهران وسيدي بلعباس، حيث كان النوع الموسيقي الأكثر تعبيرا عن آمال وطموحات الشباب. وأصبحت موسيقى الراي اليوم منتشرة في كامل دول شمال إفريقيا، وخصوصا المغرب والجزائر وتونس، كما أصبحت مسموعة في جميع دول أوربا، خصوصا فرنسا حيث توجد نسبة عالية من المهاجرين المغاربيين، واستطاع فنانو الراي أن يقيموا حفلاتهم في جل عواصم الفن العالمية.
لماذا العالمية حكر على الجزائريين؟
ظهر بالجزائر في مرحلة الثمانينات عدة مغنين لفن الراي، على رأسهم الشاب خالد والشاب مامي، بالإضافة إلى أسماء نسائية على رأسها رائدة الراي الشابة الزهوانية والشابة خيرة. وموازاة مع ذلك عرف المغرب بدوره مجموعة من مغنيي الراي على رأسهم الشاب ميمون الوجدي الذي استمد إيقاعات أغلب أغانيه من فولكلور "الركادة" الذي تشتهر به المنطقة الشرقية للمغرب، بالإضافة إلى الشاب كمال ورشيد برياح والإخوان بوشناق. ولكن هؤلاء الفنانين المغاربة لم تتجاوز شهرتهم نطاقا ضيقا، على عكس الشاب خالد والشاب مامي الذين بلغا درجة عالية من العالمية.
وبعد ذلك وفي مرحلة التسعينات ظهر بالجزائر الشاب حسني والشاب نصرو الذين أسسا لمرحلة جديدة من عمر فن الراي وهي مرحلة التسعينات، التي تميزت باكتساب هذا الفن لحلة جديدة سواء على مستوى الآلات الموسيقية أو الإيقاعات أو التوزيع الموسيقي، وهي المرحلة التي عرف فيها المغرب ظهور فنانين من أمثال محمد راي والشاب عمرو. وقد تميزت هذه المرحلة بهجرة معظم مغنيي الراي الجزائريين إلى خارج الجزائر، حيث استقر الشاب خالد بفرنسا والشاب نصرو بجزر ميامي بأمريكا، أما الشاب حسني الذي رفض مغادرة الجزائر فقد لقي حتفه في عملية اغتيال غامضة.
وهنا يمكن أن نجد الجواب عن السؤال الذي طرحناه أعلاه، وهو لماذا بلغ فنانو الراي الجزائريون درجة من العالمية لم يبلغها نظراؤهم المغاربة.
فالعامل الأول الذي أوصل الجزائريين إلى العالمية هو الأعمال المشتركة، فالشاب خالد مثلا قام بالغناء على طريقة دويتو مع العديد من الفنانين العالميين، مثل شاكيرا وعمرو دياب وديانا حداد وأيام نانسي عجرم، والشاب مامي أيضا قام بنفس الشيء مع سميرة بنسعيد وإليسا وإيدير وغيرهم، وهذا ما وسع من قاعدتهما الجماهيرية.
أما العامل الثاني فهو الانفتاح على اللغات الأخرى، فالشاب خالد والشاب مامي قاما بالغناء بلغات أجنبية مثل الفرنسية والإنجليزية، كما هو الشأن بالنسبة لأغنية الشاب خالد (نومونفولي با) في ألبوم دي دي سنة 1991 وأغنية لعزيزة سنة 2000.

المغنون المغاربة أكثر انغلاقا

وهناك عامل ثالث، وهو ما يمكن أن نتحدث عنه في معرض الحديث عن فن الراي لما بعد سنة ألفين، حيث كان للفنانين الجزائريين السبق في خوض غمار مزج الراي بالفنون الموسيقية الأخرى كالراب، الريغي، الشرقي و حتى الكلاسيكي، حتى أنه انشق عن الراي نوع الجديد من الغناء هو مزيج من الراب والآرنبي سماه المهاجرون الفرنسيون الراي-آنبي. وقد غنى الشاب خالد أغلب هذه الأنواع بالاشتراك مع فرق راب ومغنيين من جميع الاتجاهات، وغالبا ما يكون دور الشاب خالد في الأغنية هو تكرار لازمة غالبا ما تكون مأخوذة من ثراث الراي. وتجدر الإشارة إلى أن الشاب خالد اعتمد طيلة مشواره الفني بشكل كبير على الأغاني الثراثية وأغاني الفنانين القدماء كالدحمان الحراشي وأحمد وهبي، حيث قام بإعادة توزيعها على طريقة الجاز أو الفلامنكو أو غيرهما، كما هو الشأن بالنسبة لأشهر الأغاني التي حقق بها نجاحا كبيرا، كأغنية عبد القادر والجنحين وبختة وروحي يا وهران والشابة وغيرها.
من هنا يجب ألا نندهش من عدم بلوغ مغنيي الراي المغاربة شهرة الشاب خالد والشاب مامي، فهم لم يغنوا بلغات أجنبية، ولم ينجزوا أعمالا مشتركة مع فنانين أجانب، ولعل من أهم الأسباب التي ساهمت في ذلك هو عدم اضطرارهم إلى الهجرة إلى الخارج كما حدث مع الجزائريين خلال مرحلة التسعينات أو ما يسمى العشرية السوداء بالجزائر، حيث كانت هذه الهجرة فرصتهم لنشر فنهم أكثر والامتزاج بشكل أكبر مع أنواع الغناء الأجنبية.

أنس العقلي/أسبوعية المستقل

الأربعاء، 9 يوليو 2008

لماذا اخترت الصحافة؟

عندما حصلت على شهادة الباكالوريا سنة 2003، اتخذت قرار الاشتغال بمهنة الصحافة. إلا أنني آثرت التريث قليلا، ريثما أحصل على شهادة الإجازة، فسجلت نفسي بمسلك الدراسات العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق، غير عابئ بانتقادات الأقارب والأباعد، الذين وصفوا المسلك الذي اخترته لا يسمن ولا يغني من جوع، على اعتبار أنه لا يواكب تطور العصر، وبالتالي لا يؤهل الطالب لولوج سوق العمل.
بعد حصولي على شهادة الإجازة في الآداب سنة 2006، سجلت نفسي فورا بمعهد الصحافة ومهن التلفزيون، لأحصل على ماستر في الصحافة المكتوبة والتلفزيونية والراديوفونية والإلكترونية.
اخترت الصحافة لأنها الميدان الذي يسمح للمشتغل فيه بالتحرك كل يوم في اتجاه مختلف. فقد أكتب اليوم مقالا تحليليا أنتقد فيه سياسة حكومته عباس الفاسي، وأنتقل غدا إلى جوار قبة البرلمان بالرباط لأكتب عن اعتصامات الدكاترة المعطلين، وأتحول في الليل إلى شارع أنفا بالدار البيضاء لأكتب عن العاهرات، وأسافر في اليوم الموالي إلى الجديدة لأغطي مباراة في كرة القدم. وبذلك، أتجنب التكرار والملل في حياتي العملية، وأضمن نفسي عدم التحول إلى "الرجل الآلة" الذي انتقده شارلي شابلن في إحدى أشرطته الكوميدية خلال بدابات القرن الماضي، عندما كان ينتقد حياة العامل الذي أفقدته الثورة الصناعية إنسانيته.
قد أكتب استطلاعا، وقد أصوغ مقالا للرأي، وقد أجري حوارا، وقد أحرر خبرا موجزا. فجميع الأجناس الصحفية تستهويني وتجذبني إلى عالمها كمغناطيس.
قد أكتب في جريدة، وقد أشتغل في محطة إذاعية، وقد أسلم وجهي لخبيرة الماكياج لتعدني لإلقاء نشرة أو برنامج في قناة تلفزيونية. فتكويني ـالذي أردته منذ البداية متعدداـ يتيح لي ممارسة مهنة الصحافة بشتى أشكالها.
هدفي من الصحافة ليس تغيير المجتمع، لأن التغيير لا يجيء إلا بالقرارات السياسية. ولكن هدفي هو نقد المجتمع بشكل إيجابي غايته الكشف عن مواطن الخلل وبالتالي قطع شوط رمزي نحو القضاء عليها.
لا أعرف بالضبط كم يبلغ أجر الصحفي. هناك صحفيون يملكون الملايير، وصحفيون غيرهم يتقاضون الملايين، وآخرون يتقاضون بضعة آلاف من الدراهم في الشهر، وهناك صحفيون يكتبون ولا يتقاضون شيئا.
المهم عندي أن أقدم منتوجا صحفيا جيدا، وأسوقه بثمن غال. أما إذا كنت صحفيا رخيصا يكتب مقالات رديئة، فالأفضل لي أن أترك مهنة الصحافة، وأبحث عن مهنة غيرها.
وإذا أتيحت لي الإمكانيات يوما ما، فقد أصل إلى تأسيس قناة تلفزيونية أو محطة إذاعية، لأن طموحاتي في هذا الميدان لا أرى لها حدودا.

أنس العقلي