الخميس، 28 أغسطس 2008

ونحن على أبواب الموسم الكروي الجديد:ما تأثير الصيام على صحة وأداء اللاعبين؟

ونحن على أبواب الموسم الكروي الجديد:
ما تأثير الصيام على صحة وأداء اللاعبين؟

أعد الورقة وأجرى الحوار:

أنس العقلي/أسبوعية المستقل

محمد العرصي: يمكن أن يتسبب اللعب في وقت الصيام في الإصابة بالتهاب الروابط و العضلات، وحالات التمزق، والتشنجات العضلية.. ذلك بسبب عدم شرب الماء الذي يحتاجه جسم الرياضي بشكل كبير.. هذا و يمكن أن يصل الأمر في بعض الحالات إلى فقدان الوعي و الإصابة بنوبات قلبية، خصوصا عندما يواجه جسم الرياضي نقصا في السكريات بسبب الصيام و الإجهاد العضلي الكبير..



تثير برمجة مباريات البطولة الوطنية لكرة القدم في نهار رمضان، جدلا واسعا داخل الأوساط الرياضية.. نظرا لما يشكله ذلك من خطورة على صحة اللاعبين.. ما هي مخاطر اللعب في وقت الصوم..؟ هذا ما سنحاول ملامسته من خلال الورقة التالية:

ينطلق الموسم الرياضي هذه السنة على إيقاعات شهر رمضان الكريم، ويطرح من جديد مشكل برمجة المباريات (في جميع الرياضات) في وقت الصيام.. الشيء الذي يحمل في طياته العديد من الانعكاسات السلبية على صحة اللاعبين، فكما هو معلوم، يحتاج جسم اللاعب إلى كميات كبيرة من الماء و الأملاح، لتغطية حاجيات تسعين دقيقة من الجهد المتواصل، ومعلوم ايضا أن الرياضة في العالم أصبح يقض مضجعها شبح وفيات اللاعبين على أرضية الميادين الرياضية، و التي تعود بالدرجة الأولى إلى الإرهاق الشديد، و عدم تحمل القلب للجهود الكبيرة التي يبذلها اللاعب، فما بالك إذا كان اللاعب صائما؟.

يعني هذا أن اللعب في فترة الصيام تحت شمس شتنبر و أكتوبر الحارقة، فيه إرهاق كبير لجسم اللاعب، خصوصا عضلة القلب.. التي تحتاج إلى الكثير من السعرات الحرارية أثناء مباراة كرة القدم، هذا دون أن ننسى تأثير الصيام على مردودية اللاعبين في المباراة، وبالتالي انعكاسه السلبي على المنتوج الكروي الذي يقدمونه، خصوصا و نحن على أبواب دخول عالم بطولة احترافية، تبحث لها عن موطىء قدم بين مجموعة من الدوريات العملاقة التي باتت تجلب الجمهور الرياضي كالدوري الإسباني و الفرنسي و الإنجليزي و الإيطالي.

وهذا ما جعل العديد من الأصوات ترتفع منادية بتفادي إجراء المباريات نهارا في شهر رمضان، خصوصا الأطباء الرياضيين، الذين باتوا يؤكدون على ضرورة إجراء اللقاءات ليلا، من أجل تجنيب اللاعبين أضرار اللعب في وقت الصيام. و يبقى المشكل الأكبر الذي يعترض تطبيق هذه المسألة، هو غياب التجهيزات الأساسية في مجموعة من الملاعب الوطنية.. و نخص بالذكر هنا مشكل الإنارة، حيث أن العديد من الملاعب الوطنية مثل ملعب البشير بالمحمدية و الملعب البلدي بالقنيطرة و الملعب الشرفي بسطات و ملعب الأب جيكو بالدار البيضاء والعديد من الملاعب في مختلف ربوع المملكة...، لا تتوفر على الإنارة اللازمة.. و بالتالي لا تستطيع الفرق طلب برمجة مبارياتها ليلا، و لو كانت لها الرغبة في ذلك.. وهنا يطرح مشكل آخر، وهو مشكل غياب التجهيزات الأساسية، في الوقت الذي يتوق المغاربة إلى ولوج بطولة احترافية بكل المقاييس، خصوصا وأن السنة القادمة تعلق عليها آمال كبيرة، على اعتبار أن جميع الأندية قوية و مستعدة بشكل جيد.. و هذا ما يعد ببطولة مثيرة و مشوقة بشكل غير مسبوق في تاريخ كرة القدم المغربية.

وللاقتراب أكثر من أخطار برمجة اللقاءات في فترة الصيام، قمنا بإجراء حوار مع البروفيسور "محمد العرصي" طبيب فريق الرجاء البيضاوي سابقا:

المستقل: هل للصيام تأثير سلبي على صحة وأداء اللاعب؟.

* تأكد علميا أن مزاولة الرياضة يجب ألا تسبق موعد الإفطار بأكثر من ساعة ونصف، و إلا سيتعرض جسم الرياضي لمجموعة من المخاطر الصحية بسبب التغيرات البيولوجية التي يتعرض لها جسمه.

المستقل: هل تعتبر برمجة المباريات على الساعة 14:30 مناسبة من وجهة نظر طبية؟

* مع الأسف فالمجموعة الوطنية لا زالت تبرمج مباريات البطولة الوطنية لكرة القدم على الساعة الثانية و النصف بعد الزوال، مع العلم أن هذا التوقيت يسبق الإفطار بحوالي خمس ساعات.. و هذا أمر خطير جدا على صحة الممارس.

المستقل: ما هي المخاطر التي تهدد اللاعب الذي يجري مقابلة وهو صائم في نهار رمضان؟.

*هناك عدة مخاطر، حيث يمكن أن يتسبب ذلك في إصابته بالتهاب الروابط و العضلات، وحالات التمزق، والتشنجات العضلية.. بسبب عدم شرب الماء الذي يحتاجه جسم الرياضي بشكل كبير..هذا و يمكن أن يصل الأمر في بعض الحالات إلى فقدان الوعي و الإصابة بنوبات قلبية، خصوصا عندما يواجه جسم الرياضي نقصا في السكريات بسبب الصيام و الإجهاد العضلي الكبير.. خصوصا وأن بلادنا تعرف في هذا الوقت من السنة درجات حرارة مرتفعة تتراوح ما بين 25 و 30 درجة، خصوصا في بعض المدن الداخلية كفاس ومراكش، و هذا ما يزيد من صعوبة اللعب في وقت الصيام، بسبب تضاعف حاجيات الجسم من الماء..

المستقل: هل يستطيع اللاعب أن يقدم نفس المردود في حالة الصيام؟

* لا يستطيع اللاعب أن يقدم مردودا جيدا في حالة الصيام، حيث أنه يفقد ما بين 40 إلى 50 بالمائة من قدراته وإمكانياته، وهذا ما يعني أن مردوديته أيضا تكون ناقصة بما يقارب الخمسين بالمائة.. و قد أجرى الأشقاء في تونس تجربة عملية، خلصوا من خلالها إلى أن مردود اللاعبين بعد الإفطار يكون أكبر بكثير منه في حالة الصيام، لذلك فالحل الوحيد الذي يبقى هو إجراء المباريات بحوالي 3 ساعات و نصف إلى 4 ساعات بعد الإفطار.