الأربعاء، 9 يوليو 2008

لماذا اخترت الصحافة؟

عندما حصلت على شهادة الباكالوريا سنة 2003، اتخذت قرار الاشتغال بمهنة الصحافة. إلا أنني آثرت التريث قليلا، ريثما أحصل على شهادة الإجازة، فسجلت نفسي بمسلك الدراسات العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق، غير عابئ بانتقادات الأقارب والأباعد، الذين وصفوا المسلك الذي اخترته لا يسمن ولا يغني من جوع، على اعتبار أنه لا يواكب تطور العصر، وبالتالي لا يؤهل الطالب لولوج سوق العمل.
بعد حصولي على شهادة الإجازة في الآداب سنة 2006، سجلت نفسي فورا بمعهد الصحافة ومهن التلفزيون، لأحصل على ماستر في الصحافة المكتوبة والتلفزيونية والراديوفونية والإلكترونية.
اخترت الصحافة لأنها الميدان الذي يسمح للمشتغل فيه بالتحرك كل يوم في اتجاه مختلف. فقد أكتب اليوم مقالا تحليليا أنتقد فيه سياسة حكومته عباس الفاسي، وأنتقل غدا إلى جوار قبة البرلمان بالرباط لأكتب عن اعتصامات الدكاترة المعطلين، وأتحول في الليل إلى شارع أنفا بالدار البيضاء لأكتب عن العاهرات، وأسافر في اليوم الموالي إلى الجديدة لأغطي مباراة في كرة القدم. وبذلك، أتجنب التكرار والملل في حياتي العملية، وأضمن نفسي عدم التحول إلى "الرجل الآلة" الذي انتقده شارلي شابلن في إحدى أشرطته الكوميدية خلال بدابات القرن الماضي، عندما كان ينتقد حياة العامل الذي أفقدته الثورة الصناعية إنسانيته.
قد أكتب استطلاعا، وقد أصوغ مقالا للرأي، وقد أجري حوارا، وقد أحرر خبرا موجزا. فجميع الأجناس الصحفية تستهويني وتجذبني إلى عالمها كمغناطيس.
قد أكتب في جريدة، وقد أشتغل في محطة إذاعية، وقد أسلم وجهي لخبيرة الماكياج لتعدني لإلقاء نشرة أو برنامج في قناة تلفزيونية. فتكويني ـالذي أردته منذ البداية متعدداـ يتيح لي ممارسة مهنة الصحافة بشتى أشكالها.
هدفي من الصحافة ليس تغيير المجتمع، لأن التغيير لا يجيء إلا بالقرارات السياسية. ولكن هدفي هو نقد المجتمع بشكل إيجابي غايته الكشف عن مواطن الخلل وبالتالي قطع شوط رمزي نحو القضاء عليها.
لا أعرف بالضبط كم يبلغ أجر الصحفي. هناك صحفيون يملكون الملايير، وصحفيون غيرهم يتقاضون الملايين، وآخرون يتقاضون بضعة آلاف من الدراهم في الشهر، وهناك صحفيون يكتبون ولا يتقاضون شيئا.
المهم عندي أن أقدم منتوجا صحفيا جيدا، وأسوقه بثمن غال. أما إذا كنت صحفيا رخيصا يكتب مقالات رديئة، فالأفضل لي أن أترك مهنة الصحافة، وأبحث عن مهنة غيرها.
وإذا أتيحت لي الإمكانيات يوما ما، فقد أصل إلى تأسيس قناة تلفزيونية أو محطة إذاعية، لأن طموحاتي في هذا الميدان لا أرى لها حدودا.

أنس العقلي

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

كم تعلمت في االجامعة في مهنة الصحافة