الاثنين، 9 يونيو 2008

ساحة مسجد الحسن الثاني تتحول إلى فضاء للعشاق

أنس العقلي/أسبوعية المستقل


غير بعيد من كورنيش عين الذياب المشهور بعلب الليل والمواخر التي تدب فيها أنشطة من نوع خاص حيث الأجساد تتمايل ولغة الجنس والدعارة الراقية هي السائدة التي لاصوت يعلو على صوتها حتى مطلع الفجر، يقع مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، الذي يعرف بدوره حركة غير عادية خلال فترة المساء و الليل، حيث تعج جنباته بأفواج من الشباب و الفتيات الذين يجدون في زوايا و أركان ساحة المسجد مكانا صالحا لممارسة الجنس مع بعضهم بعيدا عن أعين الرقباء في ظل غياب أية رقابة أمنية لحماية هذه المعلمة الدينية من كل ما قد يسيء إلى سمعتها العالمية.. وللاقتراب أكثر من تفاصيل هذه الظاهرة قمنا بإعداد الاستطلاع التالي..

أنوار المساء

عندما يحل المساء و تنعكس أنواره الذهبية على مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، يتحول المسجد و الفضاء المحيط به إلى مشهد شاعري بديع يطفح بالجمال و الرومانسية.. خصوصا و أن المسجد يطل على البحر و هذا ما يمكن المتواجدين بعين المكان من مشاهدة منظر الغروب في روعته و جلاله.. و بالتالي الاندماج في تلك الأجواء الشاعرية النادرة التي قلما يجدها المرء في مكان آخر.. و مع كل مساء تتحول أرجاء ساحة المسجد إلى منتدى لفئة خاصة من الناس و يتعلق الأمر بأعداد كبيرة من الشبان و الفتيات الذين يجدون في أركان و زوايا الأبنية التي تزين الساحة مكانا صالحا للاختلاء ببعضهم و ممارسة الحب كل مساء بعيدا عن أعين الرقباء.. خصوصا و أن تلك الأبنية لها أشكال معمارية مغربية بديعة يمكن التخفي بداخلها.. وهذا ما بات يشكل مفارقة ملحوظة على اعتبار أن المسجد هو معلمة دينية شيدت أساسا للعبادة.. و بالاقتراب أكثر من هؤلاء الشباب نجد من بينهم الفتيات المحتجبات و المنقبات كما يمكن مشاهدة أطفال صغار في سن الثانية عشرة و الثالثة عشرة يأتون مع بعضهم لممارسة الجنس إن لم نقل ليتعلموا ممارسة الجنس.. و اقتربت فعلا من شاب ترافقه محتجبة و قد اختليا بركن قصي بساحة المسجد.. كان الشاب يدخل يده تحت ملابسها متحسسا نهديها..عندما رآني توقف.. و في حوار قصير معهما قالت المحتجبة (أنا لا أمارس الدعارة.. و لكنني أمارس حقي الطبيعي مع الشاب الذي أحب.. و هناك فرق.) و علق رفيقها قائلا (نحن نأتي إلى هنا لنستمتع بوقتنا في هذا الجو الرومانسي البديع بعيدا عن أعين المتطفلين.. هذا كل ما هناك..).

المراقبة الأمنية

أذن المؤذن لصلاة العشاء فاختلط صوته بتأوهات الفتيات و الشبان المحترقين بنار الجنس في جنبات
ساحة مسجد الحسن الثاني .. عندما يحل الظلام و تشتعل أضواء المسجد يتحول المكان إلى لوحة رائعة تختلط فيها الأنوار الصفراء مع ظلام البحرلا يكسر سكونها سوى هدير أمواج المحيط الأطلسي.. وفي الوقت الذي يفد المصلون على المسجد لأداة صلاة العشاء يتزايد عدد العشاق الذين يتقاطرون من الضواحي القريبة للاستمتاع بوقتهم.. لقد أصبح المكان شبيها بواحة العشاق التي نقرأ عنها في كتب الخيال.. اقتربت من مجموعة من الشباب هم خمسة شبان و فتاتان.. نظروا إلي بشك و ريبة و عندما اطمأنوا إلي أخبروني بأنهم جلبوا معهم الفتاتين من أجل ممارسة الدعارة مقابل مبالغ مالية متفق عليها سلفا.. و عندما سألت أحد الشبان عن سر اختياره لهذا المكان بالضبط أجاب ضاحكا ( المكان هنا شاعري و مطل على البحر و هو صالح لممارسة الجنس..إن المكان هنا شبيه بليالي ألف ليلة و ليلة..). لقد أصبح بالإمكان تقسيم الوافدين إلى قسمين.. فمنهم العشاق الذين لا يجدون سوى هذا المكان المقدس للاختلاء ببعضهم ، و هناك ممارسو الدعارة الذين يستغلون شساعة المكان و كثرة الزوايا المظلمة فيه للقيام بما يريدون.. و مما يثير الانتباه هو غياب أية مراقبة أمنية أو تدخل للسلطات للحد من هذه الممارسات التي تنتهك حرمة المسجد.. رغم أنه كانت هناك سيارة شرطة صغيرة تتجول بساحة المسجد إلا أنها سرعان
ما اختفت مع حلول خيوط الظلام الأولى.. و قد كان الجواب عند أحد الحاضرين الذي علق ساخرا ( و لماذا تطاردهم الشرطة ؟ الشرطة تعرف أنهم لا يمتلكون في جيوبهم شيئا و لو كانوا من (المرفحين) لفضلوا الذهاب إلى النوادي الخاصة بدل البهدلة هنا..).

أبناء الضواحي

بالفعل ..فجل الزوار الليليين إن لم نقل جميعهم يأتون من مناطق قريبة من المسجد و خصوصا منطقة العنق.. حتى أن علامات الفقر تبدو على ألبستهم و نظراتهم.. ولكونهم أبناء (المزاليط) فقد اضطروا إلى التخفي بجنبات ساحة مسجد الحسن الثاني.. الذي لا يبعد كثيرا عن منطقة عين الذياب الشهيرة على الصعيد الوطني بالحانات و النوادي الليلية التي تقيم كل ليلة حفلات ماجنة لا يستطيع الفقراء حتى الحديث عنها.. فيختارون الهواء الطلق و السهرة المجانية بساحة مسجد الحسن الثاني حيث يقبعون غير بعيدين عن منطقة عين الذياب التي يسهر فيها أناس من نوع آخر و من مستوى مغاير تماما.. و هكذا أضحت ساحة مسجد الحسن الثاني متنفسهم الوحيد للاختلاء ببعضهم بعيدا عن أعين المراقبين.. و في غياب تدخل المصالح الأمنية فقد أصبحت ساحة المسجد مشهورة بهذه الممارسات المتنافية مع الغرض الأساسي من إنشاء المعلمة.


نبذة عن مسجد الحسن الثاني

تم تشييد مسجد الحسن الثاني بمدينة الدار البيضاء بأمر من الملك الراحل الحسن الثاني حيث تم وضع الحجر الأساس يوم عيد الشباب من عام 1987 و استمرت الأشغال في بنائه لمدة ست سنوات حتى انتهت عام 1993. و يعتبر المسجد ثاني أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين ، حيث اشتغل في بنائه2.500 بناء و هو يقوم على 2.500 عمود، و عمل على التفنن في إبداع زخارفه 10.000 آلاف حرفي استعملوا فيها 65 ألف طن من الرخام ، و يشغل المسجد مساحة 4840 مترا مربعا، و قد بني باتجاه القبلة و مطلا على البحر، كما تعتبر صومعته أعلى بناية دينية في العالم حيث يبلغ علوها 210 مترا و هي ذات طابع أندلسي على مستوى الشكل و الزخرف ، كما يتوفر على تقنيات حديثة تتمثل في السقف الذي ينفتح و ينغلق أوتوماتيكيا. و يتسع مسجد الحسن الثاني لـ25 ألف مصل بالداخل و ألفا بالباحة الخارجية ، ويصل مجمل مساحة الصلاة فيه إلى 20ألف متر مربع ، و إمامه حاليا هو (عمر قزابري).

ليست هناك تعليقات: