الاثنين، 16 يونيو 2008

روبورتاج: كيف يشاهد عشاق الرياضة بالمغرب مباريات العرس الأوروبي؟

بعدما فشلت القنوات الوطنية في شراء حقوق البث
كيف يشاهد المغاربة نهائيات كأس أوروبا؟

أنس العقلي/جريدة المستقل

تتوجه الأنظار هذه الأيام إلى النمسا وسويسرا اللتين تحتضنان مناصفة نهائيات كأس أوروبا 2008، ويجد المغاربة أنفسهم محرومين من متابعة مباريات أفضل بطولة قارية في العالم، بعدما عجزت القنوات المغربية عن الحصول على رخصة نقل الحدث الأوروبي من قناة الجزيرة الرياضية التي تحتكر حقوق النقل للبطولة في الوطن العربي..

يشتهر الجمهور المغربي بعشقه الكبير لكرة القدم، وخصوصا الكرة الأوروبية، التي تتميز بمستوى راق وحس احترافي وجودة عالية، لذلك كان لا بد من اختيار وسيلة لمشاهدة مباريات العرس الأوروبي الذي يقام كل أربع سنوات وتتنافس فيه أقوى منتخبات القارة العجوز.
وتختلف ميولات متتبعي هذه البطولة الهامة، فإذا كان البعض يفضل الذهاب إلى المقاهي لمتابعة المباريات في أجواء حماسية، فالبعض الآخر سارع إلى شراء بطاقة اشتراك الجزيرة الرياضية من أجل متابعة اللقاءات في البيت في أجواء عائلية، إلى جانب فئة أخرى فضلت اللجوء إلى الفضائيات الأوروبية من أجل ضمان مشاهدة مجانية ولو على حساب التعليق بالعربية.
ومن المؤكد أن متابعي قناة زيد دي إيف الألمانية على القمرين أسترا وهوتبورد سيتضاعفون هذا الصيف، بسبب ازدياد أعداد كبيرة من المشاهدين العرب لقائمة متتبعي هذه القناة وغيرها من المحطات الأوروبية التي عودتنا على كسر خطة الشرود للجزيرة الرياضية ونقل المباريات بشكل مجاني في كل مناسبة رياضية هامة.

المقاهي ترفع الفاتورات

قبل نصف ساعة من انطلاق المباراة، امتلأت المقهى عن آخرها بالمتفرجين الذين جمعهم عشق الكرة وحب المنتخبات الأوروبية، وهناك عمدنا إلى استقاء بعض الآراء، التي جعلت هؤلاء المتفرجين يختارون المقهى، يقول خالد:" أفضل متابعة المباريات في المقهى مع الأصدقاء، لأن ذلك يضفي على المقابلة أجواء من الحماس والإثارة." وقد كثر الإقبال بشكل ملحوظ على المقاهي منذ انطلاق نهائيات كأس أوروبا، مما دفع بأصحابها إلى استغلال الفرصة وزيادة أثمان المشروبات، الشيء الذي لم يؤثر على نسبة الإقبال.
وإذا كان عشاق متابعة كأس أوروبا في المقاهي يبحثون عن أجواء الحماس، فهناك من يعتقد العكس، يقول كريم:"أفضل مشاهدة المباريات في البيت مع العائلة، لذلك قمت بشراء بطاقة الاشتراك في قناة الجزيرة الرياضية، حتى أضمن التعليق العربي، وحتى أتفادى ضجيج المقهى وكثرة المدخنين والألفاظ النابية."

قنوات أوربية مجانية تنقل الحدث

أما خبراء الفضائيات فهم دائما يجدون الحلول، ويتوفرون على شفرات لمشاهدة القنوات الأجنبية التي تقوم بنقل المباريات، أو يشترونها بأثمان بخسة أقل بكثير من ثمن بطاقة الاشتراك، كما هو الشأن بالنسبة لباقة القنوات الفرنسية المعروفة بtps، هذا دون أن ننسى المحطات التلفزيونية الأجنبية التي تنقل المباريات بشكل مجاني، دون الحاجة إلى البحث أن الشفرة، والتي يقول عنها إلياس وهو أحد المتتبعين لليورو 2008:"هناك سوبكاست وإم 6 وتي في1 وتيلسات ودوبلفي 3، بالإضافة إلى باقة القنوات السويسرية تي إف1 لمن أراد التعليق باللغة الفرنسية، وعموما أنا أفضل مشاهدة هذه القنوات حتى ولو كانت باللغة الفرنسية."
ثم يضيف ضاحكا:"وبالنسبة للذين يفهمون اللغة الألمانية فبإمكانهم مشاهدة كأس أوروبا على قناة زيد دي إف الألمانية."
والحقيقة أن حتى الذي لا يفهم الألمانية ويريد مشاهدة المباريات بالتعليق العربي فما عليه سوى توجيه جهاز الاستقبال نحو القمر عربسات ليتمكن من مشاهدة قناة الجزيرة الرياضية بدون بطاقة اشتراك، وهذا بالضبط ما يفعله رشيد الذي يقول:" مشاهدة التظاهرة ممكنة في "الفيد المفتوح" للجزيرة الرياضية في قمر عربسات بالتعليق العربي، إنها طريقة لمخادعة القناة ومشاهدة المباريات دون التوفر على بطاقة الاشتراك".

احتكار التعليق العربي فقط

إن ما نلاحظه من خلال كل هذه الآراء مجتمعة هو أن القنوات الأوروبية التي تنقل الحدث كثيرة ومتنوعة ومجانية، مما يجعل احتكار النقل داخل الوطن العربي بالنسبة للجزيرة الرياضية مجرد احتكار للتعليق العربي فقط، وما دام جل العرب يفهمون الفرنسية والإنجليزية فمتابعة مباريات العرس الأوروبي ممكنة ومتوفرة للجميع وبشكل مجاني.
لذلك يمكن القول إن المغاربة لم يتأثروا كثيرا بعدم تمكن القنوات المغربية من شراء حقوق بث مباريات اليورو، هذه القنوات التي لم تعد تقنع بمداخيلها من ضرائب المواطنين، وأصبحت تشترط شراء جهاز التي إن تي العجيب من أجل مشاهدة برامج أغلبها رديء، مع العلم أن الجهاز الخارق لا يضمن للمشاهد متابعة مباريات كأس أوروبا.

ليست هناك تعليقات: